الحياة البرّيّة في فلسطين والجولان المحتلّ | معرض رقميّ
يعتقد المحامي ومصوّر الحياة البرّيّة وسام شرف أنّ العلاقة بيننا وبين الحياة البرّيّة ضعيفة جدًّا، وأنّ ما نعرفه عن ثروتنا الطبيعيّة آخذ بالانكماش؛ إذ يعتقد أنّ هذه العلاقة مرّت بهندسة شكّلت جهلًا وخوفًا واستغرابًا من ’وحشة وظلمة‘ البرّيّة؛ فمن جهة ثمّة سطوة للأساطير المرعبة والقصص الخياليّة علينا إلى درجة أبعدتنا عن واقع الطبيعة في المنطقة، ومن جهة أخرى ثمّة السيطرة الاستعماريّة الّتي أبعدتنا قسرًا عن حيّز بلادنا الطبيعيّ والتحكّم فيه بما يلائم احتياجات المنظومة الاستعماريّة، تارة من خلال تجريم العلاقة بالطبيعة وتارة من خلال ’عسكرة‘ ما تبقّى من المناطق البرّيّة.
يقول شرف: "استمرّ هذا ’التجهيل‘ حتّى صدّقنا أنّ بلادنا خالية من الحياة البرّيّة الّتي نشاهدها في الوثائقيّات، وأنّنا نعيش في بلاد قاحلة لا طبيعة فيها ولا حياة تحتمل العيش فيها. وهنا يأتي مشروعي لتصوير الحياة البرّيّة من أجل نقض هذه الأفكار، وتقريب ثروتنا الطبيعيّة منّا وتقريبنا إليها لتكمّلنا ونكمّلها، ونستعيدها بوصفها جزءًا من ثقافتنا؛ إذ إنّنا وعلى عكس الشائع، نملك في بلاد الشام إحدى أغنى الثروات الطبيعيّة في العالم".
يضيف شرف: "إنّ لقاء الحيوانات في موطنها الأصليّ وجهًا لوجه يبعث شعورًا طيّبًا، ولا يمكن للرائي إلّا الاستمتاع بالمشهد وبالتصرّفات وبالذكاء الفطريّ وبتنوّع الألوان الجميلة أوّلًا والهادفة ثانيًا. إنّ الحيوان شريكنا الأساسيّ على أرض بلادنا، سويًّا نشكّل بيئة متكاملة ومتناسقة تخدمنا وتخدمه، وعلينا أن نعمل على الحفاظ عليها معًا. قد نرى فيه تهديدًا أحيانًا وقد يرى فينا تهديدًا أحيانًا، وعلى الرغم من ذلك، علينا المحافظة على وجوده معنا وحمايته والحفاظ عليه، لضمان وجوده قريبًا من أجيالنا القادمة، وإتاحة الفرصة لهم أن يستمتعوا معًا بطبيعة حرّة ومستدامة. لذلك أرجو أن تستمتعوا بهذه المجموعة من الصور لبعض الحيوانات في بلادنا".
تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا رقميًّا خاصًّا من تصوير وسام شرف.
محامٍ من هضبة الجولان المحتلّة، خرّيج «كلّيّة القانون» في «جامعة حيفا»، ومصوّر للحياة البرّيّة.
